يقيس الذين يرون التبرك بالصالحين، يقيسون عملهم بما كان يفعله الصحابة -رضي الله عنهم- من التبرك بـــ آثار النبي -صلى الله عليه وسلم-، وشعره، وملابسه، وفضلات جسمه، فبينوا لنا المعتقد الصحيح في هذا؟
جزاكم الله خيراً.
هذا قياس باطل، النبي -صلى الله عليه وسلم- شرع الله لنا أن نقتدي به، ونتأسى به -صلى الله عليه وسلم-، وشرع الله -جل وعلا- التبرك بمس جسده من شعرٍ،وعرقٍ، ونحو ذلك؛ لأنه _صلى الله عليه وسلم- لمّا حلق رأسه في حجة الوداع وزعهاعلى الصحابة، فهذا يدل على أن هذا جائز بالنسبة إليه -عليه الصلاة والسلام-، وهكذاملابسه التي تعتلي جسده فيها بركة؛ لأن الله جعله مباركاً وجعل ما أصابه في جسدهفيه البركة،
أما غيره لا يقاس عليه، ولا يدعى من دون الله، ولكن مس العرق، أو مسالشعر لا بأس أن يجعل في طيب الإنسان، أو يلبسه على جسده يرجو أن الله يجعل فيهبركةً له، كما جعل ماء زمزم مباركاً،-سبحانه وتعالى- فهذا فضل من الله -جل وعلا-،وكما جعل الأطعمة، واللحوم .... بركة للمسلمين، فليس هذا بمستنكر، أما أن يتبرك بفلان، بالشيخ فلان، أو شعر فلان، أو عرق فلان، لا،
لأنه لا يقاس بغيره -عليه الصلاة والسلام-، القياس لا بد أن يكون الفرع مساوي للأصل، وليس أحد مساوياً للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو أفضل الخلق وسيد الخلق، وله خصائص، ولهذا لم يفعل الصحابة -رضي الله عنهم و أرضاهم- هذا التبرك مع الصديق، ولا مع عمر، ولا مع عثمان،ولا مع علي، ولا مع غيرهم من سادات الصحابة، ومن كبارهم لعلمهم أن هذا خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ولا بغيره -اللهم صلي وسلم عليه-، وهم القدوة والأسوة، وهم أعلم الناس بعد الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، و -رضي الله عنهم-.
ابن باز _رحمه الله تعالى_