عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من رأى منكن منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
*الشرح :
قوله (من رأى ) من هذه شرطية و هي للعموم ، قوله (رأى ) يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر، أو أن المراد رؤية القلب ، وهي العلم ، و الثاني أشمل و أعم ، و قوله ( منكراً ) المنكر هو : ما أنكره الشرع و ما حرمه الله عز و جل أ, رسوله ،
قوله ( فليغيره بيده ) اللام هذه للأمر أي : يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف ، إما بمنعه مطلقا أي : بتحويله إلى شئ مباح ،( بيده ) إن كان له قدرة اليد .
قوله (فإن لم يستطع ) أي : أن يغيره بيده
(فبلسانه ) بأن يقول لفاعله : اتقي الله ، اتركه ، و ما أشبه ذلك
(فإن لم يستطع ) باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس لا يستطيع الكلام
(فبقلبه ) أي : يغيره بقلبه و ذلك بكرا هته إياه .
و قال ( و ذلك أضعف الإيمان ) أي : أن كونه لا يستطيع أن يغيره إلا بقلبه هو أضعف الإيمان .
في هذا الحديث فوائد:
وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات و المراتب باليد أولا و هذا لا يكون غلا للسلطان و إن لم يستطع فبلسانه و هذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات .
*ومن فوائده : أن من لا يستطيع لا بيده ولا بلسانه فليغيره بقلبه .
*ومن فوائد هذا الحديث : تيسير الشرع و تسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الاستطاعة لقوله (فإن لم يستطع ) ، (فإن لم يستطع ) .
*ومن فوائد هذا الحديث : أن الإيمان يتفاوت ، بعضه ضعيف و بعضه قوي و هذا مذهب أهل السنة و الجماعة وله أدلة من القرآن و السنة على أنه يتفاوت .
وليعلم أن المراتب ثلاث : دعوه – أمر - تغيير . فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد أو أماكن تجمع الناس و يبين لهم الشر و يحذرهم منه و يبين لهم الخير و يرغبهم فيه , و الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر : هو الذي يأمر الناس و يقول افعلوا أو ينهاهم و يقول : لا تفعلوا . و المغير : هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته و لا لأمره و نهيه