سورة الهمزة مكية وقد تحدثت عن الذين يعيبون فى الناس ويأكلون اعراضهم بالطعن والانتقاص وبالسخرية والاستهزاء فعل السفهاء.
كما ذمت الذين يشتغلون بجمع الاموال وتكديس الثروات كأنهم مخلدون فى هذه الحياة يظنون ان المال سيخلدهم فى الدنيا.
وختمت بذكر عاقبة هؤلاء الاشقياء حيث يدخلون نارا لاتخمد ابدا.
بسم الله الرحمن الرحيم
(ويل لكل همزة لمزة الذى جمع مالا وعدده يحسب ان ماله اخلده كلا لينبذن فى الحطمة وما ادراك ما الحطمة نار الله الموقدة التى تطلع على الافئدة انها عليهم مؤصدة فى عمد ممدة)
همزة: الهماز الذى يغتاب الناس ويطعن فى اعراضهم.
لمزة: اللماز الذى يعيب الناس وينال منهم بالحاجب والعين.
الحطمة: نار جهنم.
مؤصدة: مطبقة مغلقة.
(ويل لكل همزة لمزة): اى عذاب شديد وهلاك ودمار لكل من يعيب الناس ويغتابهن ويطعن فى اعراضهم او يلمزهم سرا بعينيه او حاجبه وقال المفسرون نزلت السورة فى الاخنس بن شريق لانه كان كثير الوقيعة فى الناس والحكم عام .
(الذى جمع مالا وعدده): اى الذى جمع مالا كثيرا واحصاه وحافظ على عدده لا ينقص فمنعه من الخيرات.
(يحسب ان ماله اخلده): اى يظن هذا الجاهل ان ماله سيتركه مخلدا فى الدنيا لايموت.
(كلا لينبذن فى الحطمة): اى ليرتدع عن هذا الظن فوالله ليطرحن فى النار التى تحطم كل ما يلقى فيها وتلتهمه.
(وما ادراك ما الحطمة): تفخيم وتهويل لشأنها اى وما الذى اعلمك ما حقيقة هذه النا العظيمة؟ انها الحطمة التى تحطم العظام وتأكل اللحوم حتى تهجم على القلوب .
(نار الله الوقدة): اى هى نار الله المسعرة بأمره تعالى وارادته ليست كسائر النيران فهى لاتخمد ابدا.
(التى تطلع على الافئدة): اى التى يبلغ ألمها ووجعها الى القلوب فتحرقها وخص الافئدة لان الالم اذا صار الى الفؤاد مات صاحبه فانهم فى حال من يموت وهم لايموتون فهم احياء فى معنى الاموات.
(انها عليهم مؤصدة): اى ان جهنم مطبقة مغلفة عليهم لايدخل اليهم روح ولا ريحان.
(فى عمد ممدة): اى وهم موثوقون فى سلاسل واغلال تشد بها ايديهم وارجلهم بعد اطباق ابواب جهنم عليهم فقد يئسوا من الخروج باطباق الابواب عليهم.