مرحباً (سنة تغافلنا عنها)
تغافل الكثير من الناس عن هذه السنة الطيبة التي تدخل السرور والحبور على القلب
فعند اللقاء تتعاهد ألسنة الناس بكلمات غربية أو عامية مثل(هاي) (أهلين) وغيرها مما ينتشر بين مختلف الشعوب والقبائل ,
لقد ثبت من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ترحيبه بقول(مرحباً) لمن جاء إليه طالباً للعلم ومن شواهد ذلك::
الشاهد الأول/
الترحيب بصفوان المرادي رضي الله عنه.
روى الإمام الطبراني عن صفوان بن عسَّال المرادي رضي الله عنه قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر, فقلت له: يا رسول الله! إني جئت أطلب العلم.
فقال: مرحباً بطالب العلم إن طالب العلم لتحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضاً, حتى ليبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب".
الشاهد الثاني/
الترحيب بوفد عبد القيس.
روى الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مرحباً بالوفد الذين جاءوا غير خزايا ولا ندامى"
الشاهد الثالث/
الترحيب برجال بني عامر.
روى الإمامان ابن أبي شيبة وابن حبان عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: "دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عامر فقال: "من أنتم؟"
فقلنا: "من بني عامر"
فقال صلى الله عليه وسلم: "مرحباً بكم! أنتم مني"
الشرح:
قال الإمام ابن أبي جمرة في شرحه: " (مرحباً) أي صادفتم رحباً وسعة.
وفيه دليل على التأنيس للوارد.
قال الحافظ ابن حجر: "فيه دليل على استحباب تأنيس القادم, وقد تكرر ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ففي حديث أم هانيء رضي الله عنها: "مرحباً بأم هانيء"؛ وفي قصة عكرمة رضي الله عنه بن أبي جهل: "مرحباً بالركب المهاجر"؛ وفي قصة فاطمة رضي الله عنها: " مرحباً بابنتي"؛ وكلها صحيحة.
وأخرج النسائي من حديث عاصم بن بشير الحارثي عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما دخل فسلم عليه: "مرحباً وعليك السلام"
هذا وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بترحيب طلبة العلم القادمين إليهم، فقد روى الإمام ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: "سيأتيكم أقوام يطلبون العلم, فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: "مرحباً! مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم, واقنوهم".
قلت للحكم: وما اقنوهم؟
قال: علموهم.