بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
اعــلم أن المؤمنين بالقرآن عـلى قسميـن :
كاملين ، وناقصين .
أما الكاملون : فــإنهم أقبلـــوا على القرآن فتفهموا
معانيه ثـم آمنــوا بهــا واعتقدوها كلهـــا وتخلقوا
بأخَلاقها وعملوا بمـا دل عليـــه امتثالًا لأوامــــره
واجتنابًا لنواهيه ولم يفرقوا بيـن نصوصه كحال
أهل البدع الـذين آمـنوا ببعض دون بعـض .
وأما الناقصون : فهـم قسـمان :
قسم مبتدعون ، وقـسم فاسقون ظالمـون
أما المبتدعون : فكــل مــن ابتدع بـدعة ترك لهـــا
شيئًا من كتاب الله وسنة رسوله ، وهــؤلاء على
مراتبهم في البدعة بحسب ما خالفوا فيه .
وأمـا الفاسقون : فهم الذين عرفوا أنه يجب عليهم
الإيمان بالكتـاب والعمل به ، فاعترفوا بـذلك ولكن
أعمالهـم ناقضت أقـوالهم فتجـرءوا على مخالـفة
الكتاب بترك كثير من واجباته والاقتحام على كثير
مما نهى عنه من غير أن يجحدوا ،ولكن نفوسهم
الأمارة بالسوء غلبتهم واستولت عليهم .
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن آمن بكتابه إيمانًا
صحيحًـا حتى نكون لجميع نصـوصه معتقـدين ،
ولأوامره ونواهيه خاضعين ، إنه جواد كريم .
الكتاب"التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية
مـن المباحث المنيفة " للشيخ عبد الرحمن السعدي