اسم السلسلة: من محاضرات الشيوخ
دعونا اليوم نتدبر اول مانزل من القران..
اقرأ ..اقرأ باسم ربك الذى خلق..
وانظر معى الى الجمع الرائع بين "اقرأ" و "خلق"
وكانها دعوة للتدبر فى كتاب الله المقروء"القران" والمنظور"وهو الكون العظيم الذى يشير الى عظمة خالقه..
وكأن مفتاح الدين كله فى حسن قراءتك لايات الله ماكتب منها فى القران وما سطر منها على صفحة الكون العظيم..
ثم ننتقل الى الاية الثانية "خلق الانسان من علق"
وهى تقودنا الى عنوان المقال..لماذا خص المولى سبحانه وتعالى مرحلة "العلقة"فى نمو الانسان فى هذه السورة بالذات؟؟؟
لكى تعرف اجابة السؤال..اكمل قراءة السورة..تجد هذه الايات.."كلا ان الانسان ليطغى..ان رآه استغنى"
هذه السورة موجهة الى من استغنى..استغنى بماله ونسبه وبنيه واسبابه..
هنا تكون تذكرة المولى بمرحلة "العلقة"وهى اكثر مرحلة فى حياة الجنين او الانسان عموما يكون فيها مفتقرا الى الله..
مفتقر..!!
وكان المعنى..اذكر يامن استغنيت الان ..يوم كنت علقة فقيرة ضعيفة متعلقة فى جدار الرحم لا حول لها ولا قوة..
بينما فى سورة اخرى هى سورة الكهف..تجد المؤمن الفقير يحاور صاحب الجنتين فيقول "اكفرت بالذى خلقك من تراب ثم من نطفة..."
فلماذا فى هذا الموقف بالذات تذكر النطفة والعلقة؟؟
لان الموقف هنا ليس موقف استغناء انما موقف "كبر وغرور" فيذكره المولى باكثر مرحلة كان فيها الانكسار والضعة..
مرحلة التراب والنطفة..
وكانه يحدث ذلك المتكبر المتعالى كيف كنت يوما ترابا ونطفة..يأنف منهما المرء !!
فالموقف الاول موقف استغناء قابله تذكرة بالافتقار فى "علقة"..والموقف الثانى موقف استكبار قابله تذكرة بالانكسار فى "تراب ونطفة"...
سبحان الله..وما ينطق عن الهوى..ان هو الا وحى يوحى..
ما ورد فى المقال من محاضرة للدكتور حازم شومان..ولكنه باسلوب الكاتب..فان كنت احسنت الفهم والنقل فاحمد الله والا استغفر الله العظيم من كل خطا علمته او لم اعلمه.
المصدر: زهرة زرقاء